هنا اليمن شاءت الأقدار أن تخلق ظروفاً تلتقي عندها مصالح اليمن مع مصالح دول الغرب بمقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.وأصبحت القاعدة هما يمنياً وعالمياً،ويبدو أن بريطانيا إحدى أهم الدول الأوربية والحليف الأكثر قرباً للولايات المتحدة في القارة الأوروبية تدرك الآن ضرورة دعم اليمن بثنائية التنمية والأمن.ونتمنى كيمنيين أن يتفهم العالم في مؤتمر لندن المزمع انعقاده في الثامن والعشرين من الشهر الجاري وجهة النظر اليمنية بأولوية التنمية في هذا البلد كضمانة حقيقية لاستقرار اليمن بما في ذلك الاستقرار الأمني المهم للمنطقة والعالم.خصوصاً وأن تبني الأولوية الأمنية من الغرب والولايات المتحدة للتعامل مع تنظيم القاعدة أظهر صعوبات وأثار أسئلة حول جدوى الاقتصار على العمل الاستخباري والعسكري.وما فضيحة أقوى جهاز أمني في العالم بينتها محاولة الشاب النيجيري تفجير طائرة أمريكية،وكذا اختراق القاعدة للاستخبارات الأمريكية في أفغانستان عبر العميل الأردني المزدوج إلا شواهد على فشل الاكتفاء بالتعاطي مع القاعدة كمشكلة أمنية فقط. إضافة إلى امتلاك تنظيم القاعدة قدرة كبيرة على المرونة والتحرك بل وتحديد مواقع المعارك مع الآلة الأمنية للغرب،فمن العراق لأفغانستان إلى باكستان ومؤخراً الصومال واليمن. وإذا تمكن التنظيم – لا قدر الله – من تحويل اليمن إلى قاعدة جغرافية لنشاطه فإن تكاليف التعامل معه ستكون باهظة وأضعافاً مضاعفة لأي مساعدات تنموية سيتحملها العالم،في الوقت الراهن. ولسوء حظ العالم أن اليمن تتشابه مع أفغانستان بتضاريسها الجبلية ومع العراق وباكستان بامتلاك القبائل للأسلحة والتمرس على القتال،والحساسية المرتفعة للتدخلات الأجنبية.لكنها تختلف بإطلالها على أحد أهم ممرات التجارة الدولية وتداخلاتها الثقافية والاجتماعية مع الطبيعة المحافظة لدول الجوار ذات الآبار والاحتياطيات الأكثر غزارة من النفط في العالم ، وأيضاً احتضانها لجماعات سلفية قوية. وإذا كان الصيادون الفقراء في الصومال أقلقوا بالقرصنة العالم، فكيف بتنظيم تشير المعلومات الإستخباراتية الحديثة إلى تخطيطه لعمليات بحرية نجح التنظيم بوقت سابق في خوضها ضد أحدث ما أنتجته الصناعة العسكرية الأمريكية ( المدمرة كول) وبإمكان المرء أن يتخيل حال التجارة الدولية وعلى رأسها تجارة النفط بمنبعها وطريقها إذا انطلقت عمليات التنظيم البحرية من اليمن بمساندة وعمق استراتيجي بالضفة الأخرى بتمثيل في الصومال والشباب المجاهدين . ولا يتوقع العالم نجاحاً أمنياً في اليمن قبل مساعدة هذا البلد في الخروج من أزمته الاقتصادية والشروع في معونات تنموية ترقى لمستوى التحدي العالمي. |