|
وصايا عبيدالله في مركز السقاف بهدف إصلاح الذات والواقع السلوكي وترميم القيم المتهرئة لدى البعض وإحياء ً للوازع الديني وإيقاظاً للفطرة السوية والقيم الرفيعة التي سادت حضرموت منذ إسلامها وصارت سمة و ميزة عرف بها أهل حضرموت فكانت وسيلتهم الأولى في نشر وترسيخ الإسلام وقيمه في كثير من دول العالم . وضمن فعالياته وأنشطته الثقافية المنتظمة و ضمن فعاليات عاصمة للثقافة الإسلامية أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع محاضرته الأسبوعية بعنوان ( وصايا ونصائح الإمام عبيدالله بن محسن السقاف في التزكية ) ألقاها الداعية و الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأحقاف بتريم و خطيب جامع الرحمة والمجيب على أسئلة المستفتين عبر إذاعة سيؤون أسبوعياً , السيد عبد الرحمن بن عبدالله بن عبد القادر السقاف , وقد تطرق المحاضر إلى سيرة الإمام عبيدالله السقاف ابن المصلح و زعيم وادي الأحقاف السيد محسن بن علوي السقاف موضحا مكانته الرفيعة باعتباره أحد أبرز شخصيات المدرسة الحضرمية التي عرفت بالزهد و سلوك طريق التصوف وهو مرجع في الإفتاء و ممن ترجم له ابنه المفتي والعلامة المؤرخ الأديب السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف ( الذي سمي المركز باسمه ) ومما أورده ابن عبيدالله في وصف مجاهدات طبقة والده وشيوخ والده ( يقول ولهم من مجاهدة النفوس ما لو لم أره عيانا في مثل والدي ..لم يكن لي بما يذكر عن السلف سبيل إلى التصديق ، لكن جاء العيان فألوى بالأسانيد ) , وقال عنه أيضا قال ( له قلم سيال في المكاتبات و الرسائل العلمية . وقد بلغ عدد رسائله 540 رسالة ) كما أن له كثير من النصائح والوصايا تصل بعضها إلى نحو ستمائة صفحة في نصح الحكام والوجهاء والأعيان والأثرياء و لأهله وعشيرته ولعامة المسلمين . وقد تناول المحاضر بالتحليل إحدى هذه الوصايا و التي كان عنوانها ( القول الكاف في وصية آل الكاف وغيرهم من حيث ما بلغت من النواحي والأطراف ) حيث بدأ بالتعريف بالوصية عند علماء حضرموت ومنهجهم في ذلك ثم ذكر الفارق بين والوصية والإجازة , ثم التعريف بالموصي الإمام عبيدالله بن محسن السقاف , ثم دراسة نموذج الوصية المذكورة من خلال عرض لما اشتملت عليه الوصية , و قد وقف عند عدد من نقاط الوصية , والوصية في مجملها ترسم وتحدد الخطوط العريضة لسلوكيات لمنهج وسلوكيات علماء حضرموت وأهلها و عموماً تعد وصايا الإمام عبيدالله بن محسن السقاف من أهم و أقوى شواهد العصر على مآثر وقيم هذا المجتمع الكريم وتزكيتهم حيث كانت سمة غالبة وطبع لا تطبع لرجالات حضرموت , كما أن القيمة التاريخية العالية لهذه الوصية وبقية وصايا الإمام عبيدالله بن محسن السقاف جديرة بالدراسات لأنها تفتح أفاق واسعة للباحثين لمعرفة شيئاً من خصوصية المدرسة الحضرمية التي تسعى إلى تزكيه النفس و التي هي السبيل لفلاح الإنسان . كما أشار المحاضر إلى موضوع ركزت عليه الوصية ألا وهو تحديد الأهداف والسعي إليها بالنية الصالحة والمثابرة كما تضمنت الوصية النصائح الدينية لترتيب الأوقات من بدء اليوم من قبل طلوع الفجر إلى وقت النوم , وقد كان التأمل والتفكر في مخلوقات الله في السماوات والأرض وفي النفس ومحاسبتها من أهم ما ركزت عليه الوصية حيث أكدت على تخصيص وقت محدد يوميا للتأمل . كما تطرقت المحاضرة إلى مواقف و مواعظ مؤثرة على الرغم من كونها جاءت في قالب علمي و أكاديمي جاد , ومما أسهم في إثراء هذه المحاضرة شخصية مدير الحوار الدكتور خليل إسماعيل الياس رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بسيؤون جامعة حضرموت وكذا صفوة من النخب العلمية من رواد المركز . جدير بالذكر أن مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع يعتزم نشرها هذه الوصية في القريب بعد وضع اللمسات الأخيرة عليها من قبل المحاضر الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله السقاف , الوصية و المحاضرة تعدان وثيقة علمية و تربوية و تاريخية يتشرف مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بنشرها وتعميم الاستفادة منها . |