|
مخرج تونسي: الحجاب رمز سياسي لا ديني.. ومنعه يهدد بانتشاره أكد المخرج التونسي النوري بوزيد أنه يحترم كل المقدسات، لكن ذلك لا يمنعه من إبداء رأيه في الحجاب الذي يعتبره رمزا سياسيا لا دينيا، مشيرا إلى أن ارتداء الشابات التونسيات الحجاب هو ردّ فعل رافض لقانون منعه. يأتي ذلك على خلفية تطرق المخرج التونسي لمسألة الحجاب في فيلمه المقبل "ميل فوي "mille feuilles يجهزه للعرض في العام المقبل، وذلك بعد غياب دام خمس سنوات عن إخراج الأفلام السينمائية الطويلة. وأضاف بوزيد أنه أشار لقضية الحجاب في فيلمه الجديد –الذي تموله وزارة الثقافة التونسية- من خلال شخصية شقيقة البطلة أحلام الطالبة التي تتحدث عن مساندتها المقاومة اللبنانية "حزب الله" وحركة حماس الفلسطينية بارتدائها الحجاب، غير أنها تتخلى عنه، حتى تتمكن من اجتياز امتحاناتها الجامعية. وأضاف بوزيد أن الفيلم سيصور حكاية صديقتين من وسط اجتماعي متواضع، تسكنان أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة التونسية، وتعملان في محل للمرطبات في حيّ راق؛ حيث تدعى الأولى "أحلام"، وهي فتاة محجبة تعمل لتعول شقيقتيها، أما الفتاة الثانية فهي تتميز على عكس صديقتها بالتحرر. وفي السياق ذاته، تابع المخرج التونسي أنه يصور الفتاتين بمحبة واحترام كبيرين ولا ينتقد سلوكياتهما وإنمّا يعكس آلامهما حينما يفرض عليهما المجتمع أحكامه. وأضاف المخرج أن قانون الأحوال الشخصية التونسية يؤيد حرية المرأة في لباسها وجسدها، لذلك يحاول الفيلم أن يبرز هذه المسألة، ويؤكد أنها لا تُحل بقانون للمنع، وإنمّا بضرورة توعية المواطنين واحترامهم. رد اعتبار المقهورين واعتبر المخرج التونسي أن رغبته في رد الاعتبار للأصوات المقهورة والمنبوذة في العالم العربي هي هدفه من العمل الفني قائلا: "أنا في خدمة من لا صوت له، كالسجين السياسي والطفل المغتصب الذي تحول إلى شاذ جنسيا، والخادمة والراقصة، وغيرهم من الفئات المهمشة اجتماعيا." ويضيف صاحب الرصيد الأكبر من الأفلام التونسية أن تناوله مسائل مثل الإرهاب والحجاب والعذرية، هو محاولة منه لفهم هذا الأشياء الحاضرة في واقعنا، نافيا أي تشويه للمجتمعات العربية حتى ينال الدعم المالي الأجنبي لإنجاز أعماله. النوري بوزيد الذي قضى خمس سنوات من شبابه في السجن، قال إن فيلمه السابق "making of" منع من دخول المسابقة الرسمية في إحدى الدورات الماضية لمهرجان "كان"؛ لأن اللوبي اليهودي يرى فيه صورة إيجابية للشاب العربي الذي يرفض أن يكون إرهابيّا. وقال: نحن نعيش صراعا فكريا نبحث من خلاله عن بديل حتى لا يصبح أبناؤنا قنابل، أما الغرب بما فيه إسرائيل لا يتوقف إلا عند الجانب الأمني، وهذا ما خلق الصراع بيننا. وأضاف أنه واجه رفضا من الجهات المنتجة لبعض مشروعات أفلامه، مثل الوثائقي "الحياة الجديدة" الذي يتحدث عن تابوهات تتناول الحياة الجنسية والعاطفية في علاقة الرجل بالمرأة؛ حيث رفضت دعمه وزارة الثقافة التونسية. MBC |