الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 12:20 م - آخر تحديث: 02:25 ص (25: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
ثقافة
المؤتمر نت -

المؤتمرنت -وكالة أنباء الشعر- ولاء عبدالله -
د.عبد الملك منصور: في اليمن ثلاثة أهرامات تراثية كبرى
مفكر يجول بنا إلى عوالم كثيرة ثقافية وحضارية، شغل عددا من المناصب الوزارية في بلاده وكان من ضمنها حقيبة الثقافة، لديه العديد من المؤلفات والأعمال التي تثري المكتبة العربية والإسلامية إضافة إلى إنشائه مؤسسة ثقافية خاصة تهتم بالحوار بين الثقافات والحضارات، لديه العديد من المواقف المهمة التي من أهمها وقوفه مع الرافضين للقمة الثقافية التي ستعقد مطلع العام القادم وتتبناها الجامعة العربية، وبرغم كونه مندوبا لبلاده لدى الجامعة العربية إلا انه أعلن عن رأيه بصراحة كاملة، من منطلق كونه أستاذا أكاديميا ومثقفا عربيا، مؤكدا أن العالم العربي لن يستفيد شيئا من قمة ثقافية، لن تحرك ساكنا وأنه من الأحرى أن تقام قمة للتعليم ومناقشة قضاياه والتي بدورها ستكون عاملا مؤثرا في تغيير الثقافة العربية وواقعها.. انه الكاتب والمفكر والسفير اليمني د. عبد الملك منصور رئيس مؤسسة المنصور الثقافية، ومندوب اليمن لدى الجامعة العربية وكالة أنباء الشعر التقته في هذا الحوار الخاص..

-بداية ما هو تقييمكم للواقع الثقافي العربي بوجه عام، والواقع الثقافي اليمني بوجه خاص؟
المشهد الثقافي يعكس دوما الحالة السائدة في أي بلد، فالاختلاط والتمازج يبين ما هو اقتصادي وما هو سياسي واجتماعي ينتج إبداعا وهذا الإبداع يمثل رافدا أساسيا في البحر المتعاظم المتكاثر كل يوم الذي يشكل الثقافة بشكل عام، هذا استنادا لتعريفنا للثقافة فهي تفاعل الإنسان مع بيئته ووفق مرئياته، والقواعد التي تعلمها والتي هو ملتزم بها أو ملزم بها من خارج كينونة نفسه، في هذا الإطار الإنساني فالإنسان يبدع فهو يبدع حين يفرح حين يطمح حين يبكي حين يندم، حين ينجح، حين ينتقص منه، ، فكل هذا الإبداع يشكل ثقافة ، تفاعل الناس مع هذا الإبداع يشكل نقدا إيجابيا او سلبيا، وهو يصب أيضا في إثراء نهر الإبداع، وهذا الإبداع سواء كان ماضويا او حاضرا أو يتهيأ للفعل المستقبلي يشكل أيضا روافد أساسية في نهر الثقافة، هذا المشهد الثقافي العربي اليوم فيه انكسارات.. لأن الوضع العربي فيه انكسارات وفيه جروح لأن الوضع العربي في جروح وفيه نجاحات وتألقات لأن الوضع العربي أيضا لا يخلو من بعض نجاحات وتألقات، وليكن مما يلفت النظر أن يعمل مجموعة من المثقفين إلى إنشاء وكالة لأنباء الشعر، فهذا مظهر مبهر في المشهد الثقافي العربي الممتلئ بالجروح يشكل بلسما يحاول أن يداري بعض الجروح أو أن يغطيها أو أن يداويها في بعض الأحيان، فالشعر كان ولا يزال و سيبقى روح أمتنا وكل عربي لابد أن يكون شاعرا حتى لو لم يكن يكتب الشعر فالعربي ذواقة للشعر يتذوقه وإن لم يكتبه، فالعربي دوما إما قائل أو ذائق للشعر وما غير ذلك فهو ليس عربيا، فالشعر في القديم احتل مكانة كبيرة عندنا وكان يقوم لدى القبيلة بمقام الإعلامي اليوم، وهو المتحدث بلسان القبيلة وهو المتقدم في الصف الأول محرضا حينما تكون جلائل الأمور ومشاكلها أو مهدئا حينما يستوجب الصلح فهو الرائد المصلح أو المحرض في الحرب وحينما تهدأ الأمور فهو المثير لنوازع الغزل والمتحدث عن أماكن العاطفة، فهذا الشاعر يشكل لنا في المشهد الثقافي العربي الآن رائدا ويبقى دوره لم يختف ولن يختفي بفعل الآليات الجديدة في نشر الثقافة.
أما المشهد الثقافي في اليمن فهو اختصار للمشهد الثقافي العربي بشكل مصغر، فلليمن مشاكله وطموحه وجروحه واليمن يشكو كما تشكو الأقطار العربية من آلام محددة منها الفقر وهي شكوى عامة في الوطن العربي، والجهل وهو أمر نشكوه كلنا والمرض وهو ارث نحاول أن نتحرر منه بمفهومه العام يبدأ نفسيا وجسديا ثم تتوسع دائرته لتشمل كل شيء في الحياة.
وإن اشد ما يؤلم المواطن العربي ذاك الجرح الغائر في صدورنا النازف في فلسطين، وطعنه أخرى في العراق، واستعدادات ومناجزات، واستفزازات من أطراف متعددة تناقضت مصالحهم مع مصالحنا لذلك هم يستعدون للهجوم علينا كاستعداد الجراثيم للهجوم على الجسد المنهك المتعب الذي خفت مناعته ولم يعد لديه جدار يستند عليه إلا استدعاء مناعاته من الماضي وقدرتها أن تحميه من هجمات الحاضر.

- شغلت منصب وزير الثقافة في الفترة من 1997 : 2001 فهلا حدثتنا عن تلك الفترة؟
أنا أديت دورا تكميليا لأدوار زملائي من قبلي، ولا ادعي أني صنعت المعجزات أو أنقذ الله بي وزارة الثقافة، ولا أنني جئت بالسفينة ليركبها الناس لإنقاذهم من الطوفان الذي صنعه من قبلي، أنا واحد في سلسلة من الناس أنجزنا ما كنا نعتقده جميلا لذا فأنا اذكر بالجميل كل من سبقني وأذكر بالخير كل اللذين تلوني وأعلم أنهم وجدوا من بعد تسلمهم المنصب من بعدي ما يشعرهم بالنصب والتعب لأنه منصب.
وقد حاولت أن أجمل الجميل فالإرث الثقافي في اليمن عظيم وهناك ثلاثة أهرامات كبرى من التراث.. الآثار التاريخية في اليمن،الإرث المتشكل بالمخطوطات، والإرث المتشكل من التراث الشعبي "الفلكلور الشعبي" في كل منطقة من اليمن هناك فلكلور شعبي ضخم يشكل هرما مستقلا، فالمناطق ثرية جدا تمتد إلى مئات السنين أزياء أناشيد أغان أشعار عادات تقاليد أمثال أغاني خاصة بالفرح الحزن الحرب وغيرها، إضافة للتراث المطبخي أيضا، الهرم الثاني المخطوطات فلدينا ملايين المخطوطات، وقد حاولنا الحصول على تلك المخطوطات من المواطنين لنضعها في مكتبات خاصة ولتكوني على علم بمقدار هذه المخطوطات وأهميتها وعظمتها، فأنني أعود بك بلفتة تاريخية إلى ما حدث للمعتزلة في أيام الدولة العباسية من اضطهاد وامتهان لفكرهم فأرسل حاكم اليمن قاضيا من عنده بكمية هائلة من المال إلى العراق وإيران والجبل والديلم، اشترى المخطوطات الخاصة بالمعتزلة التي كانت تحرق في هذه المناطق بتوجيهات الحاكم لأنها كانت تحارب، وكانت من الأخطاء التي ترتبت عليها فتن منها الفتنة المعروفة في التاريخ باسم خلق القرآن وقد استطاع هذا الرجل واسمه القاضي جعفر عبد السلام أن يشتري تلك المخطوطات ويعود بها أحمالا إلى اليمن، من هنا فإنه للباحث عن تاريخ الفكر الاعتزالي لن يجد مخطوطاته في اليمن، هذا جانب إضافة إلى العديد من الكتب والوثائق التي تثري المكتبة العربية، أما عمل الوزارة فقد كان كأي عمل في الوزارات العربية، إضافة إلى اهتمامنا بالعلاقات العربية والترابط فيما بيننا من خلال معارض الكتاب المنتشرة في انحاء الوطن العربي وقد حاولت مع وزراء الثقافة العرب أن نسير هذه المعارض في وضع تسلسلي بحيث ينتهي معرض الرباط ليليه معرض طرابلس، يليه معرض القاهرة وقد حاولنا تنسيق ذلك مع اتحاد الناشرين العرب وأفلحنا إلى حد ما وأخفقنا إلى حد ما والإخفاق بعض نجاح.

-خلال هذه الفترة أقرت الدول العربية فكرة "العواصم الثقافية العربية" وكان مأخوذا من فكرة العواصم الثقافية الأوربية، وبالفعل الاحتفال بها فما رؤيتك لهذه الاحتفالات وهل آتت أكلها فعلا..؟
نحن دافعنا حين أسسنا هذا ليس مجرد التأسي بوزيرة الثقافة اليونانية التي فعلت ذلك ونجحت الفكرة في أوربا، فليس عيبا أن نأخذ الفكرة من أوروبا ولا ان نتأسى بها، لكن ينبغي ان ننسبها إلى أهلها وينبغي أن ننسب الفضل لأهله، فعلا أخذنا الفكرة من أوروبا لكن بعد أن وجدناها نافعة فنحن بحاجة إلى محافل تغطي الثقافة العربية بحاجة إلى محطات بشهور العام الـ12 نتوقف عندها وهي محطات معرض الكتاب، ونريد محطات سنوية نتوقف عندها لنستخرج مكنون كل منطقة بذاتها فنحن نطلب من كل منطقة من كل مدينة أن تتبرج بزينتها.. هذا وقتك فتبرجي ارينا زينتك تاريخك أرينا جمالك الفتان لا تتحجبي عنا اليوم، فكل تبرح مذموم إلا تبرج المدن هذا اليوم، وفي رأيي فان هذه الفعالية قد آتت أكلها وحرصت كل عاصمة على ان تظهر احسن ما عندها.
وقد جاءت أيضا منظمة الايسسكو بفكرة عواصم الثقافة الإسلامية وكانت تريم هذا العام من ضمن عواصم الثقافة الإسلامية، لتقدم رؤية متكاملة هي الأخرى،أدعو من موقفي كمثقف عربي أن تستمر هذه الفكرة وتستمر المنافسة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

-ما هو تقييمكم للمؤسسات الثقافية القائمة حاليا؟ وما مدى مسئوليتها من الواقع الثقافي العربي؟
الواقع المؤسساتي على قسمين حكومية، غير حكومية، الحكومية منها تؤدي عملها بروتينية ، هي لا تصنع ثقافة، هي تسهل للثقافة أطرها وآلياتها، الذي يصنع الثقافة هم المثقفون، غير أن الصورة المثلى للمثقف عندنا لابد أن يكون له اهتمام بقضايا أمته، ولا يكون منقطعا عنها، الكتاب مثقف صامت، المثقف كتاب متحرك يتفاعل مع الأمة ويتحرك، المؤسسات الخاصة ربحية، أو غير ربحية، فالأولى تلك التي تقوم على تجارة الثقافة كالتي تقدم على إصدار الكتب وبيعها وهذا نشر للثقافة وان كان بهدف الربح لكن بعضهم وأزعم أن دور النشر بعضهم ينشر ويربح والبعض الآخر يربح قليلا، ولو أنه انشغل ببضاعة أخرى لكان الربح أفضل، وكونه يضحي من أجل الثقافة العربية فهذا يحمد له لأنه ينفع الأمة بنشر الثقافة، وهناك مؤسسات أخرى لا تبحث عن الربح، وهي قليلة.

- أنشأت مؤسسة "المنصور الثقافية" لحوار الحضارات في بداية 2002 ما الذي قدمته هذه المؤسسة من جهد على مدار السنوات الثمانية وما جديد المؤسسة؟
اولا كان دافعنا لإنشائها أننا قوم لدينا بضاعة ممتازة هي قيمنا العربية لكننا للأسف لا نحسن تسويق بضاعتنا، لذا حرصنا على تقديم حضارتنا وبالمناسبة وبدون أي تعصب أو شوفينية فإن كل قيمنا جميلة، كل ما علينا ان نرفع عنها الغبار ونقدمها لهم، وهم مقتنعون بذلك، والمتتبع للمستشرقين يرى ان هناك صنف منهم انصفنا، وكتب عنا كتابة منصفة وان كانت لا تخلو من سم في العسل، لذا علينا أن ننفتح مع كل هؤلاء لنصحح لهم ما لديهم ونتحاور معهم .
أما ما أنجزناه فإننا حاولنا ما هو قدر طاقتنا فنحن نعمل بجهودنا الذاتية وننفق على أنفسنا وأنشطتنا ولا ننفق أخذا من أحد لأن من يعطينا يتحكم فينا ونحن لا نريد أن يتحكم فينا أحد، فنعمل بحسب مقدرتنا، هناك العديد من اللقاءات والحوارات في الداخل والخارج.

-الحوار بين الحضارات من زاوية الثقافة هل تراه أقوى وأوقع من غيرها من صور الحوارات؟
الحوار كله أمر طيب وسبيل حميد.

-أقصد المردود منه؟
في جزئية الحوار بين الأديان الاصل في تعريف الحوار هو الوصول الى شيء مشترك، وبالتالي فهناك تبادل تنازلات للوصول إلى مشترك، وهو مقبول في الحوار الثقافي لكنه غير مقبول في الدين، لذا فالقول في الحوار بين الأديان فيه بعض من الاعتساف، لأنه لا يتصور لأي متدين أن يتنازل عن جزئية من دينه، لكن متصور من أي مثقف أن يتنازل عن بعض من ثقافته ليستوعب ثقافة الآخرين ، لذا بين الأديان نقول غايتنا أن نقول هناك حوار بين المتدينين وأن يعترف كل طرف بدين الآخر أما في الثقافة فغايتنا الوصول إلى المشترك الإنساني والى اعتراف بعضنا ببعض، والتبادل الثقافي وهنا التمازج فالحضارة في الأصل قائمة على التراكم والتدين ليس كذلك لذا فهناك فرق كبير بين الحوار الديني والحوار الحضاري.

- كونك مندوبا دائما لليمن لدى جامعة الدول .. نود أن نتعرف على رؤيتك للقمة الثقافية العربية التي يعتبرها قسم من المثقفين العرب مهمة على صعيد التعاون العربي، وقسم آخر يعتبرها غير ذات جدوى قائلين نها ستكون قمة وزراء ثقافة عرب وليست قمة للمثقفين العرب فعلا؟
في الحقيقة أنا مع الرأي الثاني وبوضوح تام وأقول هذا الرأي من منطلق أني أستاذ أكاديمي، ومثقف عربي وصاحب تجربة في الوزارة وليست وزارة الثقافة فحسب، وأنا اعتقد أن العرب ليسوا بحاجة إلى قمة ثقافية، وأنها لن تغير شيئا من حالنا الثقافي، وسيكون حالنا بعدها هو نفس حالنا قبلها بدون أي تغيير، فهي مجرد فكرة خطرت في بال بعض المسئولين فأحبوا أن ينفذوها، هي لا تفعل شيئا وإلا ما الذي تقدمه..؟ ما صور التغير التي تؤديها..؟ الحقيقة فإن المعالم ليست واضحة، فالتغيير الثقافي بطيء وهذا بحكم الأشياء والله خلق الكون كذلك، فالتغيير الثقافي بطيء ولابد ان يأخذ زمنه، وهو لا يحتاج إلى قمة الذي يحتاج إلى قمة المسائل الاساسية مثل التعليم، هذا امر بحاجة الى قمة، بناء استراتيجي فالتعليم يحتاج الى الكثير ولو بنيناه بشكل مناسب لساعد ذلك الثقافة وبنيناها بأسلوب غير مباشر، أما قمة ثقافية أنا لا أدري ماذا سنفعل فيها، ولن يتغير الوضع الثقافي بقمة.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024