|
التنكر للجميل وتمرد اللئيم ( الشيخ المؤيد نموذجاً) عبر الشيخ محمد المؤيد عن تقديره وامتنانه العظيم للجهود الحثيثة والاتصالات المكثفة التي أجراها فخامة الرئيس مع الجهات المعنية في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي والتي عبرت عن ما يتمتع به فخامته من خصال إنسانية وحرص في الدفاع عن حقوق وحريات كل أبناء الوطن. وأكد الشيخ المؤيد على ان تلك الجهود المباركة والمواقف الشجاعة التي تحلى بها فخامة الرئيس في الدفاع عن حريتهما هو ومرافقه كانت وراء النجاح الكبير والوصول في النهاية إلى الإفراج عنهما. المشهد حدث في دار الرئاسة في 11 أغسطس من العام 2009م أثناء استقبال فخامة الرئيس للشيخ محمد المؤيد ورفيقه زايد عقب وصولهما اليمن بعد نجاح جهود الرئيس والحكومة اليمنية في الإفراج عنهما من قبل السلطات الأمريكية بعد أن أدينا بالتورط بتمويل الإرهاب وحكم عليهما بالسجن . في مشهد مغاير تماماً حدث في العاصمة صنعاء في 28 فبراير 2011م بعد أقل من عامين على الثناء والمديح للرئيس الشيخ الهرم محمد المؤيد يطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس أثناء مشاركته في مظاهرة لأحزاب المشترك . وبين المشهدين تتجلي صورة من صور الانتهازية السياسية التي يمكن القول إن قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن ) تجيد أداءها بصورة لا يستطيع أحد مجاراتهم فيها . ربما تقبل الكثيرون خروج قيادات إصلاحية أخرى للمطالبة بإسقاط النظام ولكن أن يكون الشيخ المؤيد هو من ينادي بإسقاط النظام على بعد مدة زمنية لاتتجاوز العامين من شهادات المديح والثناء والتقدير الذي ردده وأفراد أسرته وأخوانه في الله في حزب الإصلاح بحق الرئيس وجهوده في الإفراج عنه ومرافقه فهو لايعكس سوى مشهد من مشاهد النكران للجميل الذي أظهره المؤيد في أبشع صورة. مشهد المؤيد وهو يطالب بإسقاط النظام عكس صورة مقززة لمن وصفهم الشاعر العربي حين قال (وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا) بدأ لئيماً أكثر من تمرد اللئيم نفسه لأنه تمرد جاء في وقت ليس ببعيد من تملقه ونفاقه وتصريحات الشكر والثناء للرئيس وجهوده في الإفراج عنه . ويضاف إلى مشهد اللؤم المقزز لموقف المؤيد أنه على غير بقية القيادات الإصلاحية شيخ هرم يعيش أواخر عمره الذي كان يفترض أن يجعله خاتمة حسنة، ذلك أنه على خلاف الآخرين لن يسعفه الوقت حتى في أن يلعب دور (كومبارس) في المشهد السياسي.. وكان الأولى به أن يقعد في منزله مستغفراً ربه وواضعاً في اعتباره مقولة :رحم الله امرأً عرف قدر عمره على حد تعبير الدكتور عبد الكريم الإرياني . الشيخ محمد المؤيد ورفيقه زايد أدينا بتهم التآمر وتوفير دعم مادي ومصادر دخل للمنظمات الإرهابية من قبل محكمة أمريكية العام 2005م وحكما عليهما بالسجن بين 75 و 45 عاماً على التوالي . وعلى مدى أربع سنوات بذل الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والحكومة اليمنية جهوداً حثيثة في الدفاع عن المؤيد ومرافقه زايد لدى السلطات الأمريكية عبر تكليف محامين للترافع عنهما، وطرح قضيتهما في كل لقاء مع المسئولين الأمريكيين . وفي اكتوبر من العام 2008م اصدرت محكمة الإستئناف الأمريكية حكمها في قضية المؤيد وزايد وقضت بإلغاء الحكم الابتدائي الصادر ضدهما من محكمة بروكلين والتي اتهمتهما بتمويل ودعم الإرهاب وأمرت بحبسهما 75 سنة و 45 سنة وتغريمهما نحو مليوني دولار , غير أن القضاء الأمريكي قرر إعادة محاكمتهما من جديد , وهو ما اعترضت عليه اليمن مطالبة بتطبيق حكم المحكمة الاستئنافية بإسقاط العقوبات عنهما وإطلاق سراحهما , وكثفت من اتصالاتها مع الجانب الأمريكي والتي أفضت إلى هذا القرار بالإفراج عنهما. ونتيجة للجهود التي بذلها الرئيس علي عبدالله صالح والحكومة اليمنية قررت السلطات الأمريكية الإفراج عن الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد في اغسطس من العام 2009م وفي 10 اغسطس من ذات العام تلقى الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إتصالا هاتفيا من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي" الإف . بي . إي " روبرت موللر والذي أبلغ فخامته أن الولايات المتحدة الأمريكية قد استجابت للجهود والاتصالات المكثفة التي أجراها فخامته بهدف الإفراج عن الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد. وعبر موللر عن التقدير لاهتمام فخامة رئيس الجمهورية بهذه القضية. وقال : " إن هذا الاهتمام كان سببا رئيسيا في الوصول إلى قرار إطلاق سراح المؤيد وزايد " . ولم يكتف الرئيس علي عبدالله صالح باستقبال الشيخ المؤيد ومرافقه زايد في استقبال رسمي عقب عودته إلى ارض الوطن بل وجه بعد يومين على ذلك الاستقبال بنقل الشيخ محمد على المؤيد إلى الأردن للعلاج على نفقة الدولة , إثر تعرضه لانتكاسة صحية بعد عودته إلى اليمن وحينها عبر الشيخ المؤيد عن امتنانه للجهود التي بذلها فخامة رئيس الجمهورية, وقال ان الفضل يعود بعد الله في إطلاق سراحهما للجهود التي بذلها رئيس الجمهورية. لكن يبدو أن عبارات الثناء التي أطلقها المؤيد آنذاك لم تكن اكثر من كلمات نفاق يجيد شيوخ الاصلاح من أمثال المؤيد ترديدها حين يحتاجون للنفاق وسرعان ما يسقطون في أول اختبار لمواقف الرجال فاللئيم يظل لئيماً مهما اكرمته... والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم بعد موقف المؤيد الذي لم يجد حرجاً من نكران الجميل لنظام بذل كل الجهود في سبيل الإفراج عنه بعد ادانته بالارهاب هو بأي عقلية يفكر هؤلاء وكيف سيكون مصير البلد لو –لاقدر الله- ووصلوا الى السلطة وكيف سيتعاملون مع خصومهم ومع كل من يخالفهم الرأي خصوصاً حين نشاهد نموذج المؤيد المتنكر للجميل والناكر للمعروف والمجسد لتمرد اللئيم في أبشع صورة . |