|
الزنداني والقاعدة وحلم الخلافة الإسلامية في اليمن انطلاقاً من إمارة أرحب إعلان وزارة الداخلية عن ضبط سيارة تابعة للشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان وعضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) وفيها منظومة اتصالات متطورة لم يكن بالأمر المفاجئ للكثيرين ممن يتابعون تحركات الشيخ الزنداني ومساعيه الرامية إلى إقامة دولة "الخلافة الإسلامية" واستناداً إلى تاريخه الطويل المرتبط بحركة تنظيم القاعدة. مكتب الشيخ الزنداني جاهد لإخفاء الحقيقية عبر بيان حاول فيه نفى الخبر لكنه أكده من حيث لا يدري فقد اعترف البيان أن السيارة التي احتجزها الأمن والتابعة للشيخ الزنداني كان بداخلها جهاز اتصالات لاسلكي من نوع هوكي توكي ،وهو جهاز اتصال لا سلكي عادي متوفر في الأسواق اليمنية حسب مزاعم البيان . لكن بيان الشيخ الزنداني الذي اعترف بالحادثة لم يقل للناس أن أجهزة الاتصالات اللاسلكية لا يمكن استخدامها من قبل عامة الناس كونها قد تستخدم في عمليات تتجاوز الاتصالات العادية . مصادر متخصصة في الاتصالات كشفت للمؤتمرنت أن أجهزة الاتصالات التي ضبطت في السيارة التابعة للشيخ الزنداني يمكن استخدامها في إنشاء إذاعة متنقلة يمكنها البث عبر أجهزة الـ اف ام ، وهو الأمر الذي يؤكد أن تلك الأجهزة التي كانت متجهة نحو منطقة أرحب خارج العاصمة حيث يتواجد الشيخ الزنداني منذ عدة أيام كانت ستستخدم لأغراض خارجة عن القانون وتتعدى مجرد الاستخدام العادي للاتصالات . ومنذ غادر صنعاء إلى منطقة أرحب باشر الشيخ الزنداني بعقد لقاءات واجتماعات متواصلة مع عناصر من تنظيم القاعدة كما تؤكد المصادر التي كشفت للمؤتمرنت أن الشيخ الزنداني كان يعتزم استخدام تلك الأجهزة في إنشاء إذاعة متنقلة سيعلن من خلالها عن تأسيس إمارة إسلامية في منطقة أرحب لتكون منطلقاَ نحو إعلان دولة الخلافة الإسلامية في اليمن. التبشير بالخلافة الإسلامية ومطلع الشهر الجاري وفي مشهد مثير انضم الشيخ عبدالمجيد الزنداني إلى ساحة بوابة جامعة صنعاء ليمتشق الميكرفون ويبشر الشباب المعتصمين بالخلافة الإسلامية. الزنداني- احد المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية بتهم دعم وتمويل الإرهاب- قال أمام الشباب: : إن ما يحصل في الوطن العربي من ثورات "هي مقدمة لإقامة الخلافة الإسلامية في 2020"، مستندا إلى تقارير قال إن مصدرها البيت الأبيض. ويبدو أن الشيخ الزنداني لم يشأ الانتظار طويلاً من اجل تحقيق حلمه في الإعداد لإقامة دولة الخلافة الإسلامية في اليمن فقد بدأت خطواته متسارعة في الانطلاق نحو ذلك وتحديداً من منطقة أرحب خارج العاصمة صنعاء حيث مسقط رأسه. ويتواجد الزندني حالياً في منطقة عولة زندان بني زهر وفي بيت الجالد بمديرية أرحب, وكشفت مصادر قبلية أنه عقد أخيرا اجتماعا حضره عدد من الأشخاص أبرزهم الزنداني هاشم الأحمر وحافظ الحباري, كما حضر الاجتماع عدد من عناصر تنظيم القاعدة. وأفادت المصادر أنه تم خلال الاجتماع توزيع 50 ألف طلقة آلي على عناصر القاعدة في المنطقة لتعزيز الحراسة حول مكان تواجد الزنداني, وذلك في ظل مخاوف متزايدة لديه بأن مواجهات ستجري ويخشى أن يؤدي ذلك للقبض عليه وتسليمه للولايات المتحدة الأمريكية التي أعادت مطالبتها لليمن بتسليمه على خلفية اتهامه بتمويل الإرهاب وعلاقته بقيادة تنظيم القاعدة وضلوعه في عدة عمليات إرهابية. وأشارت المصادر إلى نية الزنداني إعلان الإمارة الإسلامية في أرحب بعد حصوله على دعم ومساندة كبيرة من قبل عناصر تنظيم القاعدة الذين عقد معهم اجتماعات متواصلة منذ وصوله المنطقة . وتؤكد المصادر إلى أن الشيخ الزنداني يسعى إلى تنصيب نفسه خليفة للإمارة الإسلامية التي ستعلن في منطقة أرحب عبر الحصول على مبايعة عناصر القاعدة المساندة له ،وعناصر حزب الإصلاح في المنطقة،فضلا عن طلاب جامعة الإيمان التي يديرها. ويرى الكثير من المراقبين أن اختيار الشيخ الزنداني لمنطقة أرحب لإعلان إمارة إسلامية منها تكون منطلقاً نحو إقامة دولة الخلافة الإسلامية في اليمن لاحقاً يعود لسببين أولهما كونها مسقط رأسه ويتواجد فيها عدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة المساندين له والذين يستطيعون التحرك من والى المنطقة والمحافظات المجاورة بسهولة اعتماداً على تضاريس المنطقة التي تلائم تحرك مثل هذه العناصر الإرهابية ،فيما يعود السبب الثاني إلى قرب المنطقة من العاصمة صنعاء حيث يشعر الزنداني بضرورة ان يكون قريباً من العاصمة حتى يسهل عليه العودة إليها بسرعة حتى يتمكن من الانقضاض على السلطة في حال سقط النظام . ذات المصادر أشارت إلى أن انقلاب الشيخ الزنداني على الرئيس مؤخراً جاء على خلفية شعوره بأنه بات قاب قوسين من تحقيق أحلامه بإنشاء دولة الخلافة الإسلامية فور سقوط النظام الذي يتزعم هو شخصياً محاولات إسقاطه عبر الانقلاب على الشرعية الدستورية وإحداث الفوضى والعنف بالتعاون مع أحزاب اللقاء المشترك وعناصر القاعدة والحوثيين والعناصر الانفصالية . حلم إسقاط النظام .. ودور طلاب جامعة الإيمان في المقابل يدرك الزنداني أن الوصول إلى دولة الخلافة الإسلامية لن يكون ممكنا بالاعتماد على إعلان إمارة إسلامية جنودها من أعضاء تنظيم القاعدة في أرحب لذلك فهو يسعى للتحكم في مسار الاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام من خلال فتوى أوهم فيها الشباب المعتصمين بان اعتصامهم جهاد في سبيل الله . ويؤكد المراقبون أن الزنداني يدرك ايضا أن اسقاط النظام سيكون بمثابة الطريق السالكة له لتحقيق حلم إنشاء دولة الخلافة الإسلامية ،لكنه يشعر أن اسقاط النظام لن يتأتي بالاعتماد على الاعتصامات السلمية فقط لذلك فهو يخطط بالتعاون مع بعض قيادات حزبه في الإصلاح وبالذات حميد الأحمر على تحويل تلك الاعتصامات إلى أعمال مسلحة يستطيع من خلالها إحداث الفوضى والتخريب وأعمال النهب والاستيلاء على الممتلكات والمؤسسات العامة بقوة السلاح . ولتنفيذ مثل هذا المخطط نجح الزنداني في بسط سيطرته على عمليات إدارة الاعتصامات في العاصمة وتعز والمكلا والاعتماد على تواجد أنصاره من طلاب جامعة الإيمان بقوة في إدارة وتحريك المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات. وتؤكد الصادر أن طلاب جامعة الإيمان هم من يتولون مسؤولية اللجان الأمنية المشرفة على تنظيم وترتيب عمليات الدخول إلى ساحة الاعتصام أمام بوابة جامعة صنعاء فضلاًَ عن إشرافهم الكامل على بقية اللجان المنظمة لما يحدث في ساحة الاعتصام أمام بوابة جامعة صنعاء. وتشير المصادر إلى أن سيطرة طلاب الجامعة الإيمان على اللجنة الأمنية في ساحة الاعتصام يسهم في إدخال عناصر مسلحة إلى أوساط المعتصمين تم استقدامهم من خارج أمانة العاصمة وتحديداً من منطقة أرحب، ومحافظة عمران . وكان مصدر امني أوضح في التاسع من مارس الجاري أن أجهزة الأمن رصدت تواجد عدد من عناصر تنظيم القاعدة ضمن المعتصمين أمام جامعة صنعاء في اليمن . وقال المصدر إن العناصر التي تم رصدها مدرجة في القوائم الأمنية الخاصة بالمشتبه بعلاقتهم بالإرهاب ومعظمهم من " الجهاديين" الذين سافروا الى الشيشان وافغانستان . وأوضح المصدر ان من ضمن العناصر التي تم رصدها شخص يدعى " علي المطري " وآخر يدعى " محمد الشعوبي " بالاضافة إلى آخرين. سيطرة أنصار الزنداني من طلاب جامعة الإيمان على لجان الاعتصام في الجامعة وبالذات اللجنة الأمنية سهل إدخال عناصر مسلحة إلى صفوف المعتصمين حيث قال مصدر مسئول بوزارة الداخلية انه تم في الخامسة فجر الثلاثاء الموافق 15 مارس الجاري ضبط ثلاثة أشخاص في حي الكويت بأمانة العاصمة هم يونس علي حسن الشاوش، ومحمد عبدالقوي صالح الصباحي، وأمجد عبد القوي صالح الصباحي من قبل أهالي حي الكويت في أمانة العاصمة أثناء تواجدهم في الحي وبحوزتهم بعض الأسلحة والكمامات ضد الغازات، وتبين أن المضبوطين خرجوا من مخيم الاعتصام أمام جامعة صنعاء الذي تنظمه أحزاب اللقاء المشترك "المعارض في اليمن". وفي اتجاه ذي صلة ضبطت أجهزة الأمن بأمانة العاصمة أربعة أشخاص ينتمون لحزب الإصلاح"الإخوان المسلمين في اليمن" وبحوزتهم قنبلة وأسلحة أثناء قيامهم بالدخول إلى ساحات الاعتصام أمام جامعة صنعاء. وقال مصدر مسئول بوزارة الداخلية انه تم ضبط أربعة أشخاص هم محمد عبده مهدي الريمي وجميل صالح حسين عامر ومحمد يحيى علي الجزيفة ومحمود محمد ناجي الناموس وبحوزتهم قنبلة هجومية رقم (7091) ومسدس مكروف بحري رقم (AB785) بالإضافة إلى مسامير حلبية وخيم سفري سعة أربعة أفراد أثناء قيامهم بالدخول إلى ساحات الاعتصام أمام جامعة صنعاء، عقب إطلاق النار من قبل السيارة التي كانوا يستقلونها. وأضاف المصدر انه تبين من خلال محاضر جمع الاستدلالات أن الأشخاص الأربعة الذين تم ضبطهم ينتمون لحزب الإصلاح بمحافظة عمران، حيث كانوا معتصمين في عمران منذ أسبوعين وبحسب التعليمات الموجهة لهم من بعض الأشخاص منهم صالح الحرفي وصالح الحلحلي وعنتر الذيفاني اندسوا في صفوف المعتصمين أمام جامعة صنعاء لتنفيذ مهام تخريبية . وفي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت كشفت مصادر محلية أن حزب التجمع اليمني للإصلاح ( الأخوان المسلمين في اليمن ) استقدم مجاميع مسلحة من محافظة مأرب وشبوة إلى مخيم اعتصام تابع لحزب الإصلاح في مدينة المكلا . وأكدت المصادر للمؤتمرنت أن العناصر المسلحة التي قدمت من خارج حضرموت انضمت إلى مخيم اعتصام تابع لجامعة الإيمان – التي يرأسها ويديرها الشيخ عبدالمجيد الزنداني - في كورنيش المكلا وبدأت بممارسات أعمال مضايقة واستفزاز للناس في الكورنيش وبالذات النساء . |