الطائرات العملاقة ترفع درجة حرارة الجو أزيح الستار مؤخرا عن أكبر طائرة ركاب في العالم من طراز إيرباص إيه 380 في مدينة تولوز الفرنسية مما أثار تساؤلات خطيرة في مجال البيئة حول تأثير النمو السريع في حركة النقل الجوي على مناخ كوكب الأرض . وتزداد حركة النقل الجوي بنسبة خمسة بالمئة سنويا في المتوسط نظرا لزيادة عدد الأشخاص الذين يقبلون على السفر لمسافات طويلة لقضاء عطلاتهم في أماكن بعيدة. وتقول شركة إيرباص لتصنيع الطائرات إن الطائرة العملاقة الجديدة تستهلك أقل من ثلاثة لترات من الوقود لكل مئة كيلومتر بالنسبة للراكب الواحد. ولكن منظمة جيرمان ووتش الألمانية المعنية بشئون البيئة ذكرت أن لترا واحدا من وقود الطائرات يرفع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بزيادة أربعة أضعاف عن باقي وسائل المواصلات التي تجرى على الأرض لان الطائرات تصدر كميات أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. وتوصلت المنظمة المعنية بشئون البيئة عبر حساباتها إلى أن الراكب الواحد يتسبب لدى عودته على متن طائرة من لوس أنجليس إلى فرانكفورت في رفع درجة حرارة الأرض بنسبة توازي قيادة السيارة لمدة خمس سنوات. وأشار تقرير أعدته جامعة أوسلو بالتعاون مع مركز الطيران والفضاء التابع للمفوضية الأوروبية ومقره في ألمانيا إلى وجود حوالي 16 ألف طائرة تجارية في العالم وأنها تصدر حوالي 600 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سنويا. ولكن ذلك لا يعني ضرورة أن يختار السائح دولة قريبة لقضاء عطلته حيث أن عددا كبيرا من الدول النامية أصبح يعتمد على السياحة كمصدر رئيسي للعملات الأجنبية . كما يوفر قطاع الفنادق والخدمات آلافا من فرص العمل وتساعد السياحة في توزيع الدخل من الدول الغنية إلى الدول الأفقر . وبالتالي تلجأ أعداد متزايدة من السياح إلى الطيران بدون انبعاثات من خلال التبرع بمبلغ مالي لصالح مشروع من مشروعات الطاقة النظيفة يوازي الأضرار التي تسبب فيها السائح للبيئة نتيجة لسفره على متن طائرة. |