كفيف يعمل في إصلاح الأجهزة الكهربية استطاع كفيف عراقي أن يعلم نفسه إصلاح الأجهزة الكهربائية ، وأن يكسب رزقه من إدارة ورشة في مدينته (الفلوجة) بغرب العراق . وذاعت شهرة خالد خضير ومهارته في إصلاح الأجهزة الكهربية التي يستخدمها سكان المدينة .. مثل مضخات المياه ومحركات أجهزة تكييف الهواء ومولدات الكهرباء والغسالات ودوائر الكهرباء في السيارات ، وكلها تشهد على النقص الشديد في المياه والكهرباء في العراق الذي تمزقه أعمال العنف . ويقول سكان محليون : إن خضيرا اشتهر بأمانته وعمله المتقن . وقال رجل من زبائن خضير يدعى خالد محمد : " إنه رجل معروف في الحي الذي نسكنه ، وكل الناس تتجه إليه .. من لديه غسالة .. محرك .. مضخة للمياه أي شي ، والرجل شغله نظيف .. سبحان الله !! وهي موهبة من رب العالمين " . وقال خضير - الذي يعتز بإتقان مهنته - : " بدأت أتعلم التصليح وأنا صغير تقريبا .. اشتغلت في إصلاح أجهزة الراديو بالبداية ؛ فبدأت أكيف حياتي بالتدريج .. التحقت بـ (مدرسة ببغداد للمكفوفين) " . وافتتح خضير ورشته في (الفلوجة) عام 1993 . والجدير بالذكر ، أن خضير واثنتين من شقيقاته ولدوا كفيفين بسبب مرض وراثي في شبكية العين . واصطحب شقيق خضير الأكبر أخيه وأختيه لعرضهم على أطباء في بغداد عدة مرات ، لكن الأطباء أوضحوا أن حالتهم لا يمكن علاجها . ويقول خضير : " أقوم بالتصليح بالإحساس .. عملي تحسس الشيء " . وخضير متزوج من امرأتين وله طفلتان ، ويسكن مع أسرته في منزل شقيقه الأكبر ، ويرافقه ابن شقيقه غالبا في جولات التسوق أو في الزيارات الاجتماعية . ويتوجه خضير إلى ورشته في الصباح الباكر ويعود إلى المنزل قبل غروب الشمس . وبالرغم من هذا النجاح المبهر في عمله وتفوقه عن أقرانه من المبصرين في مجاله .. وبالرغم من نجاحه في حياته الاجتماعية أيضا ، إلا أن نعمة البصر هي أغلى ما يمتلكه أي إنسان – وإن غفل المبصرون ذلك – ولذلك فإن أغلى أمنية لخضير هي أن يرى النور بعينيه . فيقول في ذلك : " أتمنى أن أرى حالي .. حال الناس .. أرى أطفالي ، والأجهزة التي أصلحها .. هذه الأجهزة أصلحها فقط لكن لا أعرف لونها وأشكالها |